*وداد عقراوي
الادمان على التسوق يعتبر من المشاكل الكبيرة المركونة على الرف دون تسليط الضوء عليها بالشكل الكافي...
فلسفة التسوق عند الاوربيين تختلف بعض الشئ عن فلسفتنا ولكن بفعل العولمة انتقلت تلك الفلسفة مع البضاعات المستوردة وانتشرت لتحدث ثورة هائلة في عالم التسوق... مع حلول اعياد رأس السنة تبدأ التخفيضات وها هي الاعلانات والكاتالوجات توقظ في معظم بقاع العالم عند المشاهد ذلك الجري المخيف وغرائزه الكامنة لتجبره بصورة او باخرى لشراء بضائع قد لا يرغب المواطن بشرائها لانه ليس بحاجة اصلاً اليها.
النتيجة هي نجاح ساحق للمراكز وتصريف تام للسلع وافلاس شبه تام للمشتري.
من بين الاسباب التي تجعل النساء يدمنن التسوق او يمارسنه هي:
اولاً: تأثير العائلة كما ذكرت ودورها المهم اثناء فترة طفولة البنات.
ثانياً: الهروب من الواقع او للانتقام من زوج يتشاجر دائماً مع زوجته. اي تقصير من الزوج يجلب امراض اجتماعية... المجتمع في غنى عنها.
ثالثاً: لملئ وقت الفراغ.
رابعاً: التخلص من نوع من انواع القلق... القلق مبعثه خوف الشخص من ان يفقد اعزائه واحبائه... فعند الشراء ليس هنالك متسع من الوقت للتفكير في ذلك القلق.
لبناء الانسان المتزن هنالك حاجة ماسة للاشادة بتثمين وتقدير المقربين لشخصه وايجابياته والا سيصبح اغلب افراد المجتمع تعيسين. يستخدم البعض التسوق كدواء للتغلب على القلق الذي يراودهم... فالانهماك في الشراء يساعد على نسيان واهمال ذلك القلق المتصل اتصالاً مباشراً بفقدان السيطرة. الاكثار من الشراء يولد نوع من الحماية لتجنب مواجهة الاحاسيس الجميلة المحزنة... كيف لا وفيها خوف من نهاية محبة مؤلمة.
وهنا تجدر الاشارة الى ان البعض بصورة عامة ينجحون في التخلص من انياب ادمانهم ليجدوا انفسهم غارقين في بحور ادمان ثان. في هذا النطاق يجب التركيز على فهم السلوك للتمكن من دحره او تغييره. الهدف الاولي يجب ان يكون كيفية التوصل الى الوعي بشأن السلوكية المعينة واستبيان مقاييس السلوكيات ومسببات كل منها لايجاد الحل الامثل لملئ الفراغ الحقيقي وللقضاء على ردود الافعال العمياء والعشوائية.
ولا يصح في النهاية إلا الصحيح...