لورين اليوث
الأمن البيئي هو مصطلح جديد يدور حول محتواه الكثير من الجدل, ويتضمن البيئة والأمن و العنف, والحروب كمسببة للدمار البيئي, وضرورة احتساب الدمار البيئي كالتهديد بالحروب, ويوجد تخوف بأن التغيرات في البيئة تؤدي إلى حروب في داخل الدولة أو بين الدول, ويتساءل البعض عن كيفية تحليل الوضع البيئي لاكتشاف أي من هذه التغيرات التي قد تؤدي إلى العنف أو الحروب , فاللجنة الدولية للبيئة والتنمية لاحظت أن دولا دخلت الحروب لإثبات حقها في المواد الأولية , أو لمقاومة السيطرة الأجنبية عليها , أو للوصول إلى مصادر الطاقة أو للأراضي , أو أحواض الأنهار, أو للممرات المائية أو أي مصادر بيئية مهمة, ويتوقع أن تزداد المنازعات كلما شحت المصادر .
أما شح الأراضي , خاصة الزراعية منها , فهي مصدر آخر للنزاعات خاصة بعد تدهور البيئة نتيجة للتضحر وزوال الغابات وتغير المناخ , وكانت الأراضي وخصوصا الزراعية منها , مصدرا جغرافيا وستراتيجيا للدول , طالما أمكن الإحتفاظ بها , إلا أنه غير واضح مدى دخول الشعوب فيما بينها داخليا أو فيما بين الدول المتجاورة في حروب نتيجة لأهمية الأراضي الزراعية , إلا أن التدهور البيئي ليس دائما السبب الوحيد للصراعات , لكنه شكل جزءا من التشابك والضحايا, ولذا فإن تدهور البيئة وتأثير ذلك على إستقرار دول العالم الثالث هو الذي يشكل خطرا على السلام العالمي , كما أن التدني البيئي سيؤدي إلى زيادة الخلافات بين الدول الغنية والفقيرة , أما الأمن الغذائي فسيكون حتما نتيجة للتدهورالبيئي وبما يتعلق بالتصحر, وتردي التربة وانحسار مساحة الأراضي الزراعية ومعاناة الثروة السمكية من النقص المستمر نتيجة للصيد التجاري المكثف الذي يستعمل سفن الصيد التي تنتقل عبر مناطق بعيدة من البحار , وربما أن الأسماك هي مصدر مهم للبروتين فإن نقصها سيهدد الأمن الغذائي لكثير من الدول النامية .
من كل ما سبق فإن الدول النامية ستكون اكبر الدول تضررا نتيجة لتدهور البيئة.